هل تلعب اللعبة أم تلعبك؟

أتذكر جلوسي على شرفة منزلي في لندن خلال الشتاء الماضي، المطر يطرق الزجاج، والسماعات في الأذنين—أنا ألعب أوشن فورتشن للمرة الثالثة تلك الليلة.

السمة البحرية كانت ساحرة: الشعب المرجانية المتوهجة، القواقع المتلألئة، الأمواج التي تنفث مع كل دوران. الموسيقى لم تكن مجرد خلفية—بل كانت تنفسًا يتناغم مع قلبي.

ثم توقفت. ما الذي أفعله هنا بالضبط؟

ليس أنا أبحث عن ثروة. ولا حتى آمل حقًا في الفوز. أنا أبحث عن ذلك اللحظة—اللحظة التي تتلاقى فيها كل الأشياء وتشتعل الشاشة كعاصفة تمتد فوق المياه العميقة.

الوهم بالسيطرة في الألعاب الرقمية

في عملي بجامعة كامبريدج والتعاون مع منصات الألعاب، رأيت هذا النمط يتكرر عبر الثقافات: الناس لا يلعبون من أجل المال—they يلعبون من أجل المعنى. من أجل الإيقاع. من أجل الطقوس.

‘أوشن فورتشن’ ليست فقط ماكينة قمار؛ إنها نظام حسّي مبني على مبادئ نفسية:

• الإيقاع والتكرار: صوت الأمواج الهادئة يشبه أنماط التنفس المرتبطة بالاسترخاء.
• المكافآت المتغيرة: تمامًا مثل الحمام الذي يدق على آلة متوقعة طعامًا (لكن دون معرفة متى)، فإن دماغنا يستجيب بشكل غير متوقع—يبقينا مشغولين.
• التقدم البصري التدريجي: الفوز لا يبدو أمرًا عشوائيًا بل وكأنه اكتشافٌ—مثل العثور على كنز مدفون في عقلك الخاص.

لا يوجد نية سيئة في التصميم؛ إنه استغلال للطبيعة البشرية بأناقة.

ما يحدث عندما يصبح ‘المتعة’ إدمانًا؟

قمت ذات مرة بمسحّ غير رسمي بين مستخدمي منصات مشابهة. أكثر من 68٪ قالوا إنهم بدءوا بـ”5 دولارات فقط” أو “دوران مجاني واحد”. بعد ثلاثة أشهر؟ نصفهم تجاوز حدود ميزانيتهم بمقدار الضِعف—and لم يلاحظ ذلك إلا حين صدر تنبيه بنكي عند الساعة الواحدة صباحًا.

نحن لسنا ضعفاء—we are wired to seek patterns in randomness. هذه هي الطريقة التي نَجنَّب بها البقاء حيّين: اكتشاف المفترسات في الظلام. The problem? نحن الآن نطبّق هذه الصفة نفسها على ماكينات رقمية حيث لا يوجد مفترس — فقط خوارزميات مدربة لتبدو حقيقية.

لعبتي الشخصية: اختبار الحدود

بعد أشهر من دراسة هذه الأنظمة بعيدًا عن المشهد، قررت اختبار نفسي — ليس كخبير ولكن كشخصٍ ما زال يحب السرد عبر الألعاب. 设定三條 قواعد:

1. الحد الأقصى 10 جنيه استرليني لكل جلسة (ليس يوميًا)
2. عدم اللعب بعد الساعة 9 مساءً إلا إذا كان جزءاً من روتين كتابي — أي كتابة ما شعرت به أثناء اللعب — وليس مجرد اللعب
3. التوقف فوراً عند الشعور بالتوتر أو فقدان التركيز لم أكن أسعى إلى تحقيق الربح؛ بل كنت أختبر مدى قدرتي على الاستقلالية أمام إغراءات ذكية جدًا.